الثلاثاء، 10 سبتمبر 2013

دمعة صغيرة :)





كان ياما كان، يا سعد يا كرام، ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام، كان فيه دمعة صغيرة، وحيدة وزعلانة، كانت مخنوقة من إنها محبوسة لوحدها ومحدش راضي يخليها تنزل من العين تلعب شوية ع الخد وتطلع تاني، لإن باباها ومامتها مش مخليينها تنزل خالص، وبيقولوها: الدمعة لو نزلت م العيون بتموت، وبتموّت معاها حاجات تانية كتير.

بدأوا يحكولها إن العيلة بتاعتها كلها نزلت ف مرة من المرات، لما جت للبنت اللي عايشين جوه عنيها كريزة عياط، من غير أي أسباب، همّ نفسهم، الدمعة الأب والأم، مش عارفين إيه الداعي للعياط اللي بيحصل ده، ومخنوقين من إن حياتهم الطويلة ممكن تروح هدر فى نوبة عياط، أو نوبة ضحك أهبل :)

الدمعة البنت، مكنتش مقتنعة إن حبسها جوه العيون، هيفيد، خصوصا إن باباها لما بيحبسها وميخليهاش تنزل وقت ما هي عايزة، بتزداد ملوحة وزعل :\
ف يوم من الأيام، والبنت قاعدة وحيدة زعلانة ف سجنها جوه العيون، لقت العيلة كلها بتاعتها بتجرى، والدموع بتصرخ "اهربوا.. نوبة عياااااط" الدمعة فرحت قوى، وقالت أنا لازم أنزل دلوقت.. انا عارفة إن حريتي هناك، حتى لو كانت نهايتي.

حاولت تهرب، باباها ومامتها قفشوها، ومسكوا إيديها وهما بيجروا، وهي قعدت تصرخ سيبوني.. سيبوني.. لكن مع الصريخ بتاع الدموع كلها والهرج والمرج اللي كان حاصل، محدش سمعها، خصوصا إن الدموع كلها كانت بتهرب من الفيضان اللي بياخدهم وينزلهم من الشلال اللي بيطلع م العيون..
الدموع كلها، مستخبية، وخايفة يجي عليها الدور، خصوص إن نوبة العياط، فضلت وقت طويل جدا المرة دي، البنت الصغيرة، بتبص حواليها، لقت الدموع كلها مرعوبة، زعلانة، إلا دمعة مزقططة وفرحانة وقاعدة بتقاوم أهلها برضه اللي حابسينها.

قربت منها وسألتها: "إنتي مش خايفة ليه زي بقيت الدموع؟"، الدمعة الفرحانة، قالت: "إحنا صحيح بننتهي واللي بينزل مننا ما بيرجعش تاني، بس وإيه يعني، النزول لوحده بيرحنا، وبيريح عيون البنت اللي عايشين جواها، والبنت نفسها بتستريح، وهي قدمت لنا كتير، خلتنا نشوف كارتون كتييييييير بيضحك، -صحيح تقريبا نص عيلتي ضاع وقت ضحكها- بس مش مهم، أنا متأكد إنهم مبسوطين دلوقت، ده كمان غير الألوان اللي بره ف العالم، والشمس اللي يسخونتها بتحولنا لبخار مالوش وزن، ويخلينا طايرين لحد السما، وكمان، خلتنا نشوف وش حبيبها اللي محدش من أهلها يعرفه، إحنا أول حد يشوفه :D :D
آمنتنا على أسرارها، وأفراحها وزعلها، ولازم نرد الجميل، لازم لما تكون زعلانة ننزل، ونخليها ترتاح :))

الدمعة الصغيرة، لقت نفسها طايرة م الفرح، وقررت إنها لازم تنزل هي كمان معاها :)
وفضلت تشد إيديها من مامتها وباباها، سيبوني أنزل .. سيبوني أنزل، أنا عايزة أريح البنت الحلوة اللي شالتنا جوه عنيها كتير، وخلتنا جزء من شخصيتها، ف وقت فرحها بتحتاج لنا نبوس خدها ونضحك معاها، و ف وقت زعلها، بتحتاج حد يطبطب على خدها، إنتوا قولتولي إن الدموع لو نزلت ببتموت وبتموّت معاها حاجات؟ أهو إحنا وإحنا نازلين بناخد كل الحاجات الوحشة اللي ماتت .. أنا هانزل ومش هسكت
وسابت إيديها من أهلها، وجريت للدمعة الفرحانة، وواحدة واحدة نطوا ف المية اللي بتطلع واحدة واحدة لفووق لفوق والنور بيقرب منهم، بتفكر وهي طالعة لمجرى الدموع اللي هيخرج م عينين البنت.. أخيرا هرد جميل البنت الحلوة، وأطبطب على خدها وأبوسه، وأرمي برة نفسها كل الحاجات الميتة، وأتبخر وأوصل للسما :))
بتفكر ونور الشمس غامرها، وجسمها بدأ يتحول لبخار إنها أخيرا عملت أحلى حاجة ف الحياة.. إنها بتهون على بنت ف زعلها :* :* :*