أن تحبي رجلا طويلا يعني أن تواجهي مشكلة مؤرقة في الحقيقة.. ستظلين تفكرين في ضمه بالطريقة المثلى، الضمة في النهاية تعني كل شيء.. لو فشلت الضمة في إيصال سيل الحديث الجارف الذي تحتقن به الأنف دون قدرة حقيقية على التعبير، فلا يمكنك حينها أن تلومي إلا نفسك..
أن تحبي رجلا طويلا دون أن يتعدى طولك المئة و ستون سانتي يعني معضلة ميتافيزيقية.. كيف يمكن إخفاؤه داخلك بالكامل؟! أو هدهدته بصورة مناسبة دون أن تغضب عليكِ قطعة منسية من جسده لم يصلها مس من المحبة حتى الآن.. أنت الآن مسئولة عن مئة و ثمانون سانتي بالتمام و الكمال من النبض الحي الذي يحتاج إلى تفقد وجودك من وقت لآخر، بكِ تظل دقدقاته تغمر العالم بالضوضاء الطفولية المحببة.. أنتِ المحفز الوحيد لصاحب هذا الجسد للتغلب على الرغبة الدائمة في صفع الجميع وكسر هواتفهم المحمولة دون مبرر مقنع..
بعد مرحلة شاقة من البحث و التمحيص، أقر أنا المذكور أعلاه الساكن في العنوان إياه بالتوصل لنتائج معملية فذة قادرة على حل المشكلة:
-يوجا:
في إحدى وضعيات اليوجا للتغلب على آلام الرقبة تشبه الجلوس للتشهد في الصلاة ولكن بتربيع الساقين، وبعد القبض بكلا الكفين على الركبتين، نقوس أجسادنا ونمدها لأقصى الخلف.. بفك التربيعة ومد الساقين كذلك، و استحضار رغبة حقيقية في تحقيق المعضلة.. ستبدأ العظام بالذوبان تدريجيا وسيصبح الجسد قابلا للمط كقطعة علكة.. يمكن حينها شد الذراع إلى مالانهاية، و الساق كذلك.. وتشبيك الكفين مع القدمين في نقطة التقاء لا قريبة ولا بعيدة.. كافية فقط و مناسبة، سيتحول الجسد لفجوة آدمية في الزمن.. يمكن حينها لرجل طويل أن يختبئ، أن ينكمش بالكامل.. ولا يفكر كثيرا قبل أن يغط في النوم.
-غزل البنات:
ستقومين بنكش شعرك المنكوش بطبعه، تمسكين بطرف خصلة تلفينها حولك و تبدئين في الدوران. الرقصة الصوفية المحملة بتنهيد عميق ستجعل من شعرك شرنقة تلفك في البداية.. ثم ستبدئين مرحلة من الحرية عندما توقنين أنك تودين تنفيذ الخطة في الشارع.. ستبدأ خيوط شعرك بالانفتاح تدرجيا ليتحول جذعك لمكنة صنع لكمية هائلة من غزل البنات، والغزل الدائر حولك محملا برائحة الفاكهة، سيصطاد وليفك ويحمله عن الأرض. سيعلق في التشابكات الهائلة، ويتوقف عن المقاومة.
-يويو:
سيبدو الأمر في البداية وكأنه ضمة لك أنت.. ولكنك ستنكمشين بشكل لا إرادي، تضمين نفسك و تكورين كتفيك مع ساقيك فتتحولين إلى كرة في منتصف الجسد.. وعند إشارة البدء –المحددة بتسارع في نبضات القلب- تطلقين سراحك فجأة، وتظلين تتقافزين في كل النواحي حوله صانعة غابة من الأيدي.. يمكن لكل يد أن تهدهد كل خلية بالترتيب.. لا شيء سيفلت أبدا.. قبل أن تجتمع غالبية الأيدي في صورة جحر، والبقية في صورة باب.. تشير إحدى الأيدي له بالدخول فيقترب، قبل أن يغلق الباب على أحزان الجميع إلى الأبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق