الثلاثاء، 16 يوليو 2013

الفانوس السحرى :))

كان ياما كان.. يا سعد يا إكرام.. ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام..

كان فيه شمعة حلوة صغيرة؛ قاعدة لوحدها؛ وده بيسبب ألم كبير ليها، ف بتقعد تعيط وانتوا عارفين إن دموع الشموع بتخليها تصغر وتقصر كده؛ كانت حاسة انها كئيبة وعياطها من غير فايدة، وإن عمرها بيضيع هدر. و ف مرة من ذات المرارير؛ وهي قاعدة لوحدها بتعيط وبتفكر إن مفيش حد هيشوفها منورة؛ بصت لقت فانوس كبير وضخم شوية وأطول منها؛ بيبص لها؛ وهو فاتح بابه؛ ومكتئب هو كمان. كان لونه نحاسي؛ وله رقبة طويلة بيتمسك منها كده؛ فسكتت عن العياط وبصت له شوية، قالت له: إنت مكتئب كده ليه؛ ومالك فاتح بابك كده؟

قالها: كنت بعيط علي حالي.. وبفكر فى ايام زمان؛ ايام ما كنت بانور حتت كتيرة؛ ولما جت الكهربا؛ والفوانيس اللي بتغني طلعت؛ الناس اشترتها؛ وسابتني؛ وشالوا مني الشمع فمبقاش جوايا نور زي زمان.. شفتك بتعيطي.. قلت أشوف حكايتك إيه.. قربت منك وسمعتك بتقولى إن مفيش منك فايدة وعمرك بيضيع هدر.. مع إنك مفيدة جدا، تعرفي حتي لو انتي بتعيطي.. دموعك ما بتنزلش غير وانتي منورة.. وممكن كمان نجمع الدموع دي ف كاس ويتعمل منها شمعة تانيه تنور لناس تانية اكتر واكتر.

الشمعة فرحت بكلامه قوي، وفكرت إنها أول مرة تاخد بالها من موضوع الدموع ده.. هي مكانتش فاهمة الموضوع صح.. ﻷ وكمان فيه فانوس أسمراني وطويل؛ بيحب يشوفها وهي قاعدة ومش بيضايق من عياطها، ده شايف إنه له فايده كمان.. :))
الفانوس قاعد ساكت .. حزين وفاتح أبوابه .. وحيد.. مضلم ومهجور .. :( 

الشمعة بصت له شوية وهي فرحانة وخدت بالها إنها لما تفرح شعلتها بتنور أكتر وبتفضل تلعب وتروح وتيجي كده.. بالظبط زي القطط لما تكون مبسوطة وتقعد تهز ديلها :))

قالت له وهي حاسة بفرحة غريبة: إنت كمان حلو قوي.. قزازك ملون وطويل.. آه مش طويل قوي يعني.. بس طويل :)) قلبك المفتوح الخاوي ده مش محتاج أكتر من ضمة وحضن من شمعة مقدراك وحاسة بيك..إنت كمان شبهي جدا يا فانوس :)) إنت أنا بس أطول شوية :))

الفانوس والشمعة قعدوا يحكوا عن حياتهم ويضحكوا طول النهار ولما جه الليل والشمعة بدأت تتاوب؛ الفانوس قالها: أنا خايف عليكي م البرد والهوا.. ممكن تنامي جوايا شوية لحد الصبح؟ - حس بإحراج وقزازه الاحمر نور اكتر- فكمل: وكمان عشان أشوفك تاني  :))

الشمعة ابتسمت وقالت له: "ماشي" ودخلت تنام.. الفانوس مكنش بيفكر غير فى حاجة واحدة: كان خايف يكون قلبه المفتوح مش مريح ليها وماترتاحش فيه.. بس يدوب الشمعة هي دخلت جواه.. شعلتها زادت وزادت وزادت.. والفانوس كل همه إنها تنام مرتاحة.. بعد شوية لما حس بالدفا فجأة خد باله: "أنا نورت .. أنا حي.. حي" .. :))

بعد شوية؛ كان ولد وبنت صغيرين ماشيين فى الشارع المضلم والكهربا اللي كانت قاطعة عليهم، الولد كان بيحاول يطمن البنت: متخافيث.. الوحوث بتخاف م البني آدمين وهم ماسكين يد بعض..

وبصوا بعيد، لقيوا الفانوس منور ولوحده فى الشارع ومطلع الوان حلوة جدا.. جريوا عليه، كانوا منبهرين بالألوان اللي فيه.. قعدوا وعملوا حلقة حواليه..مستمتعين بالنور وبالدفا وبشمعته.

واحدة واحدة، الولد والبنت قربوا من بعض.. واديهم الصغيرة متشبكة .. بص ليها وقالها: ده هيكون أول فانوس ف حياتنا.. وأهم فانوس.. كل ما تضايقي بصي ليه.. وكل ما تعوزيني نوريه.. انا م النهاردة "موث هاثيبك تبعدي عني تاني".. البنت ضحكت وابتسمت، وردت بكلمة واحدة: "عارفة"  :))

كل ده والفانوس حاضن شمعته ف قلبه ومنور، ميعرفوش إنهم بينوروا حياتهم وحياة كتير حواليهم من غير ما ياخدوا بالهم.. كل اللي بيعملوه انهم كانوا بيحبوا بعض :))

** عزيزتي ريهان: الكائنة فى بلكونة القلب والمستمتعة بكل تفاصيل الحياة من تنطيط ولعب:
بحبك.. يا مركز قلبي المحصور بين ضلعين..
يا شعاع النور الواصل دايما بين قلبين..
وبما إنك لحد كتفى، فمن مسقط رأسى،
بأثبت إن اللمسة قادرة لسه
تعمل زاوية قايمة ما بين كفين
وإن النظرة لساها أقصر خط ما بين الاتنين
أنا بحبك.. آآآآآآآد الخط المستقيم  :D

وكل سنة وإنتي أحلى شمعة منورة حياتي الضلمة الكئيبة دايما من غيرك 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق