الأحد، 19 يناير 2014

35

"بصمة صباع إيدك..
لسّاها ع الشبابيك..
100 ألف تفصيلة.. 

مالهاش وجود غير بيك"

دايما الجملة دي بأقف عندها وأنا باسمعها من مصطفى إبراهيم.. مكنتش عارف ليه، لحد ما ابتدينا نشتغل في الشقة.. شقتنا.. أول مكان هيعترف بوجود كيان اسمه المواطن حدازي، وحرمه ريهان؛ ملكة كوكب البطيخ وتفاصيله الحلوة.. اللي بتدخل مملكتها وهي راكبة حيوان الدزرافيل الأسطوري -حيوان ما ريهام اخترعته بيجمع الديناصور والزرافة والفيل- ولابسة حلقان كتيرة حلوة وألوان أكثر بهجة.. وكل ما تمشي خطوة، الأرض تطلع مزيكا، والعصافير بتهدا وتستكين لصوت شخشخة حلقانها :)

كنت بأقول إن الحتة دي من القصيدة، بتشدني بقوة، وتخليني أفكر فيها، مكنتش عارف ليه.. لحد ما ابتدينا شغل في الشقة.. عرفت المعنى الحرفي ليها.. التفاصيل الصغيرة اللي مالية المكان: لون الحيطان.. لون الوول بيبر اللي مليان ورد.. لون السجادة.. مكان التليفزيون.. مكان النجفة.. لون الستاير.. مكان القعدة بتاعتي.. مكان الهروب من البشر.. مكان الأنتخة.. مكان الأكل.. مكان السفرة.. لون الصالة.. لون أوضة النوم.. مكان التدخين -اللي هي ما بتحبوش- مكان لعبها مع دوكة.. أشكال الخدديات وألوانهم.. هنجيب إيه منين وبكام.. وتفاصيل غيرها كتيييير.


الشقة بعد ما خلصت دهان، بدأت تبان ملامحها جدا.. وبدأت أتخيل شكلها.. وأحب أروح أقعد فيها ع الأرض.. وإنت بتبص من العاشر على جامع محمد على والسلطان حسن.. وشايف جامع السيدة زينب تحتك.. بدأت أتخيل إني هعيش مع حبيبتي أخيرا.. الحلم اللي الواحد عاش تقريبا 31 سنة عشان يحققه.

ملاحيظ مهمة يجب التنويه عنها:

كنت دايما بفكر بالعقل: "هتتجوز منين؟ وبكام".. تحسب بالورقة والقلم اللي معاك.. ما يكفيش يجيب بالونة تنفخ بيها وتفرقعها.. لحد انتي ما جيتي.. 
دايما كنت بفكر أشتغل شغلانة تانية.. بس فكرت حبتين.. وكتبت حاجة على الفيسبوك:

***

"مُرتّبك يدوب هيعيّشكم".. "لازم تشوف حاجة مع شغلانتك عشان تعرف تعيش"..

الجملتين الأكثر تكرارا اليومين دول بالنسبة ليا، عشان ظروف الجواز وكده.. قشطة معاكم إن مرتبي صغير حبة، وإن الواحد عشان يعيش عيشة محترمة لازم يتفحت ف كذا شغلانة عشان يعرف يطلع الجنيه من بذر العنب، زي ما بيقولوا.. 

قشطة يعني ما يجراش حاجة.. بس أنا عايز أقولكم فعليا إني اتخنقت من أم الموضوع ده.. حوار "إنتوا لازم يطلع دينكم وعينكم عشان تعرفوا تلاقوا حاجة تتسندوا عليها لما تكبروا" أنا جبت جاز منه.
يعني إيه تتحول لمكنة شغل، شغال تقريبا 16 ساعة ف اليوم، ده غير ساعتين طايرين ع الطرق وبين إشارات المرور؟ وما تفكرش غير ف الفلوس وخلاص، وكأن الدنيا كلها فلوس!!
ماشي، معاكم إن الدنيا ما بتمشيش من غير فلوس، بس أحا يعني.. أنا بني آدم، عايز أعيش حياة.. وأحس إني بني آدم بيشتغل وبيقعد ع القهوة ويشوف صحابه، وفوق ده كله، يبقى مع مراته أو البني آدم اللي بيحبه، ويديله حقه.
هي، مراتك/خطيبتك/حبيبتك ليها حق عليك، إنك تقعد معاها إنت وهي، تتكلموا تتناقشوا، تتناقروا، تضحكوا، تزعلوا، تقفشوا، تخرجوا، تتفرجوا على فيلم.. بمعنى آخر يبقى بينكم حياة.. مش مجرد علاقة سرير تفرّغوا بيها شحنات هرموناتكم الجنسية، وبس.. ومن غير ما تاخدوا بالكم، بتنسوا بعض، ما بتعرفوش بعض.. اهتمامتكم المشتركة بتقل، والحب بينكم يتحول لنومة ف سرير وخلاص يوم الخميس.. وتتحول لعيلة - ده لو لسه ممكن نقول عليها عيلة- مصرية روتينية متطورة.. تصحى الصبح، تنزل من غير فطار عشان ما تتأخرش على شغلك، تلحق تخلصه، وتروح ع الشغل التاني، وتخلصه بالليل، وتنجزه ف السريع عشان تلحق تنام تلات أربع ساعات قبل ما تصحى الصبح متأخر تاني.. كلامك مع مراتك/شريكك ف الحياة بيبقى تليفونات.
متهيألي ده مش معنى الحياة الحقيقية.. اللي نفسي أعيش فيها أو أعيشها. الحياة، ميكس من كل حاجة، يوم سلف ويوم أول الشهر.. يوم فرح ويوم خناق.. يوم خروجة، ويوم سهر ف الشغل.. يوم ليك ويوم عليك.. دي الحياة الطبيعية واللي لازم أحققها، أو أحاول بكل جهد عشان تتحقق، عشان أهرب على الأقل من الفخ اللي بيقع فيه معظم الناس.. إنك تتحول لمكنة فلوس، والحياة تبقى روتينية.. وأعتقد نوعا ما إن ده السبب الحقيقي في بوظان معظم الجوازات حاليا، أو مشاكل ف البيت..
أنا مستعد أتحمل ضغوط مادية أقدر ف أوقات أسدّ فيها، ولا أتحمل قلّة راحة ف البيت عشان شريكك/شريكتك ف الحياة مش لاقياك.

***

ملحوظة: مفيش حاجة من دول ممكن تتحقق من غير سندِك يا ريهام.. مفيش حاجة أبدا من الأحلام كانت هتتحقق إلا بوجودك.. حلم الحب.. الجواز.. الشقة.. الحياة نفسها..
الحياة عبارة عن تفاصيل بينكم وحاجات  صغيرة.. هي اللي بتكوّن الذكريات.. وبتدي طعم للحياة.. هي اللي بتفضل لما تكون بالليل لوحدك، تفتكرها وإنت مغمض عينيك وإنت عجوز.. وتبتسم قبل ما تنام :)

الحياة عمرها ما هتكون سهلة غير بوجود حد يقدر يفهمك من غير كلام ويساعدك على تحقيق السعادة الداخلية والسلام النفسي.. "الحمد لله على نعمة الريهام <3"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق